سرقة الذهب في بيرسون: توقيف ستة ومذكرات توقيف بحق ثلاثة آخرين

وقدّمت الشرطة تفاصيل جديدة عن هذه الحادثة ’’المثيرة‘‘ في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم في مدينة برامبتون الواقعة ضمن بلدية بيل الإقليمية.

وقالت الشرطة إنّ تحقيقها المشترك مع مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في الولايات المتحدة (BATFE)، الذي أُطلق عليه اسم ’’مشروع 24 قيراط‘‘ (Project 24K)، أدى إلى توجيه 19 تهمة جنائية ضد المشتبه بهم، بما في ذلك تهم متعددة بسرقات تزيد قيمتها عن 5.000 دولار.

وأوقفت الشرطة ستة أشخاص من بين المتهمين التسعة وأصدرت مذكرات اعتقال بحق الثلاثة الآخرين.

وقال رئيس شرطة بيل الإقليمية، نيشان دوراياباه، إنّ 6.600 سبيكة ذهبية تزن أكثر من 400 كيلوغرام سُرقت من مطار بيرسون الدولي في 17 نيسان (أبريل) 2023، وكانت قيمتها آنذاك تزيد عن 20 مليون دولار كندي، ما يجعل منها أكبر سرقة ذهب في تاريخ كندا.

’’إنها قصة مثيرة، قصة قد نقول على سبيل المزاح إنها تنتمي إلى أحد مسلسلات منصة ’نتفليكس‘ (للأفلام والمسلسلات)‘‘، أضاف دوراياباه.

مدير القضية في ’’مشروع 24 قيراط‘‘، المحقق مايك مافيتي، قال إنّ الذهب والعملات الأجنبية المسروقة طُلبت من مصفاة في زيورخ، كبرى مدن سويسرا، وتم نقلهما على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الكندية إلى مطار بيرسون الدولي في تورونتو.

وصلت الرحلة عند الساعة 3:56 مساءً يوم 17 نيسان (أبريل) 2023 وتم تفريغ الذهب والنقود وإحضارها إلى منشأة شحن تابعة للخطوط الجوية الكندية في المطار.

بعد ذلك وصل رجل إلى منشأة الشحن وهو خلف مقود شاحنة تزن خمسة أطنان، وقدّم وثيقة شحن جوي لموظفي المستودع الذين قاموا بتحميل الذهب والأموال على شاحنته، كما روى مافيتي.

وأضاف مافيتي أنّ الشرطة اكتشفت لاحقاً أنّ وثيقة الشحن الجوي كانت نسخة مطابقة من مستند تم استخدامه لاستلام شحنة من المأكولات البحرية في اليوم السابق، وأنها طُبعت داخل منشأة الخطوط الجوية الكندية.

وقالت الشرطة إنّ أحد موظفي الخطوط الجوية الكندية، وهو رجل من برامبتون يبلغ من العمر 54 عاماً وكان يعمل في مستودع الشركة، هو من بين المتهمين الموقوفين.

كما أصدرت الشرطة مذكرة اعتقال على مستوى كندا بحق رجل يبلغ من العمر 31 عاماً، من برامبتون أيضاً، كان مديراً لدى الخطوط الجوية الكندية عند حصول السرقة. وقالت الشرطة إنّه قاد ’’جولة‘‘ للشرطة في منشأة الشحن بعد حصول السرقة وإنه استقال من عمله الصيف الماضي.

’’كانوا بحاجة إلى أشخاص داخل شركة الخطوط الجوية الكندية لتسهيل هذه السرقة‘‘، قال مافيتي.

وقالت الشرطة إنها تعتقد أنّ المشتبه بهم قاموا بإذابة الذهب المسروق وباعوه لتمويل أنشطة غير قانونية، بما في ذلك شراء أسلحة نارية بشكل غير قانوني.

’’نعتقد أنّ الذهب قد تمّ صهره وإعادة تشكيله في الأسواق المحلية وربما الدولية. ويمكن القيام بذلك، لسوء الحظ، بسهولة إلى حدّ ما‘‘، أوضح مافيتي.

وضبط المحققون كيلوغراماً واحداً من الذهب، يُعتقد أنه من المسروقات، تبلغ قيمته حوالي 89.000 دولار، بالإضافة إلى معدّات لصهر المعادن وحوالي 434.000 من المال النقدي.

وقالت الشرطة إن تحقيقاتها عطّلت أيضاً محاولة لاستيراد أسلحة نارية إلى كندا من الولايات المتحدة، إذ تمّ القبض في ولاية بنسلفانيا الأميركية على المشتبه به الذي قاد الشاحنة المحملة بالذهب المسروق من مطار بيرسون، وكان بحوزته أسلحة نارية.

وأوقفت شرطة ولاية بنسلفانيا المشتبه به في أيلول (سبتمبر) 2023 وعثرت على 65 سلاحاً نارياً غير مرخَّص داخل سيارته.

وتزعم دعوى قضائية رفعتها شركة الأمن الأميركية ’’برينكس‘‘ (Brink's) ضد شركة الخطوط الجوية الكندية أنّ لصاً قدّم وثيقة مزوّرة لاستلام بضائع بقيمة حوالي 23,8 مليون دولار كندي من منشأة تخزين في مطار بيرسون.

ويزعم بيان ادعاء ’’برينكس‘‘ أنّ موظفي الخطوط الجوية الكندية سلّموا أكثر من 400 كيلوغرام من الذهب، تزيد قيمتها عن 20 مليون دولار كندي، بالإضافة إلى ما يقرب من 2 مليون دولار أميركي من المال النقدي إلى اللص.

وفي بيان دفاعها نفت شركة الخطوط الجوية الكندية حصول أيّ سلوك غير لائق من قبلها وأيّ مسؤولية لها في حادثة السرقة هذه، ورفضت جميع الادعاءات الواردة في الدعوى القضائية التي رفعتها ’’برينكس‘‘.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)